سوريالي قروي أرعن
جريدة عكاظ - السبت 08/01/1436 هـ 01 نوفمبر 2014 م العدد : 4885
ترجمة وتحقيق د. شريف بقنه
الرسام
يجلس بين البحر والمباني.
مستمتعا برسم بورتريه للبحر
تماما كتصور الأطفال للصلاة
صمت مطبق، يمكن له أن يتوقع الفكرة
ينثر الرمال، ويعيد تسوية الفرشاة،
يشكل الملامح على الجص والقماش.
إذن لم يكن لهذا القماش أي طلاء
حتى جاء الناس الذين يعيشون في المباني
وجعلوه قيد العمل: حاول استخدام فرشاة
باعتبارها وسيلة لتحقيق غاية.
اختار للبورتريه
شيئا أقل غضبا وأكثر اتساعا وتفهما
لمزاجية رسام، ربما.
كيف يمكنه أن يشرح لهم؟
لا أقصد الفن،
إنما تلك الطبيعة التي قد تخضع قماشة لأمرها؟
اختار زوجة له... لفكرته الجديدة
أراد لها أن تكون رحبة كالبنايات المتهالكة
كما لو أنها نسيت نفسها في بورتريه
فتراها قد عبرت عن نفسها من دون فرشاة.
----
هذه الغرفة (قصيدة)
الغرفة التي دخلت إليها كانت حلم تلك الغرفة.
بالتأكيد كل آثار الأقدام التي على الأريكة هي آثار أقدامي،
البورتريه البيضاوي لكلب، أظنه كان لي ذات عمر مبكر
ثمة شيء يومض
وآخر يخفت.
كنا نتناول المعكرونة على الغداء كل يوم
عدا يوم الأحد،
يُأتى بسمان صغير، كي يقدم لنا،
لكن لماذا أخبرك بكل تلك الأشياء
فأنت لم تكن هناك.
----
ولد جون آشبري في روتشستر، نيويورك العام ١٩٢٧، بدأ مشوار تعليمه الجامعي في أكاديمية دير فيلد، حيث استهل قراءاته الأدبية بقراءة و. هـ. أودن ووالاس ستيفنز، وبدأ بنشر أولى قصائده في المجلات الأدبية، وخصوصا مجلة «شعر»، تابع تعليمه بعد ذلك في جامعة كولومبيا، وتخرج من جامعة هارفارد العام ١٩٤٩. وانتقل في منتصف الخمسينيات للعيش في فرنسا حيث أمضى هناك ما يزيد على العشرة أعوام، تسع منها مع صديقه الكاتب الفرنسي بيري مارتوري، أتيحت له الفرصة في باريس وترجم عددا من القصائد الفرنسية إلى الإنكليزية. عاد إلى الولايات المتحدة العام ١٩٦٥، وعمل محررا وناقدا أدبيا وتنقل بين عدد من الصحف الكبيرة مثل الـ«هيرالد تربيون» ومجلات مثل «نيويورك» و«نيوزويك»، بدأ مستقبله الأكاديمي، ودرس في العديد من الجامعات الأمريكية منذ بداية السبعينيات حتى تقاعده العام 2008، شغل منصب رئيس «الأكاديمية الأمريكية للشعراء» سنوات عديدة.
يعد آشبري أحد أهم شعراء «مدرسة نيويورك»، والتي أسسها في السبعينيات. تميزت أعماله الشعرية والنقدية بالأصالة والانطباعية الساحرة وحضور الأجواء الغامضة والمظلمة أحيانا، بعض النقاد يعتبرون تجربته بمثابة لوحات تجريدية مرسومة بالكلمات. يقول الشاعر وأستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة هارفارد ستيفن بيرت «لا يوجد شاعر أثر في الشعر الأمريكي كما فعل جون آشبري بما تحمله قصيدته من تنوع واتساع في الرؤية».
حصد آشبري معظم الجوائز الأدبية في أمريكا: «جائزة بوليتزر»، «جائزة الكتاب الوطني»، «جائزة اتحاد النقاد الوطنية للكتاب»... إضافة إلى قائمة طويلة من التشريفات.
يصف آشبري نفسه في مقدمة موضوع كتبه عن إليزابيث بيشوب بأنه «سوريالي قروي أرعن يكتب شعرا يتجاوز به قوانين السوريالية ومنطقها».
------------------------------
المراجع | References
[1] مختارات من الشعر الأمريكي، ترجمة وتحقيق شريف بقنه الشهراني (2011) بيروت: دار الغاوون
[1] Selections from American Poetry, By Dr. Sherif Bugnah Alshahrani (2011) Beirut: Alghaoon Publisher------------------------------
المراجع | References
[1] مختارات من الشعر الأمريكي، ترجمة وتحقيق شريف بقنه الشهراني (2011) بيروت: دار الغاوون