سأعمل حطاباً في غابة النسيان
أسجّر النّار في جذوع ذكرياتكم الموجعة
وأكشط اللحاء الرَثّ عن أحلامكم
ناسياً قلبي موبوء بوَجْده.
مُصابٌ بعمى الألوان
وأحمل لوح الرّسْم فيه عشرة ألوان،
سألوّن لكم الشفق
يرفرف على شفته هُدْهدٌ وطنّان
حتى تليق بكم الأيام.
سأكتبُ عن مغامراتكم العاطفية
كيف كانت النظرة الأولى
والنشوة الأولى والقبلة الأخيرة،
وأذيّل رسائلكم
باسم الملاك الذي يحرس كَتفك
بلا رغبةٍ أو حلُمٍ
أو قلبٍ توجّته الأعوام.
سأضعُ قليلاً من ذكرياتكم
مع بعضاً من أمانيكم
وأمْزُجُ كل شيءٍ في إكسير حلُمٍ
سأخفُقُ التركيبةَ جيّداً
وعندما تُستَهلُّ الموسيقى التصوّيرية
عند درجة بهجة مئوية
سأغمسكُم تَحلُمون
وأترُك لكُمُ الليل بطولِه تثملون
سأسكُبُ الزّيت بعد كل حلمٍ
حتى ينزلق آخرًا،
لا تقولوا حينها
أنكم على قيْد الحياة
وإنما على قيْد حلمٍ
هاربين في الأبديّة.
لكم ما تريدون
ولي وحْشةُ الغريب
صمْتُ الجدار وأرَقٌ
ينام في عيني،
أنا الحوتُ الظمآن
البيتُ الكبير
على ألا تسند بيدك على الجدار
فإنّه يتداعى.
شريف بقنه