لقد سِرْتُ خلالَ أكثر من حياةٍ ،
البعضُ منها كانَ لي،
ولم أعُد أنا من كنت،
علَى الرغم مِن استمرار
مبادئ الوجودِ، وهذا
ما يجعلني أُناضلُ
حتّى لا أضِلُّ.
عندما أنظر خلفي،
بما أنني مُرْغمٌ على النَّظر
قبل أن أتمكّن من جمْعِ قواي
والمضيّ في رحلتي،
أرى المعالمَ تتضاءلُ
في الأفقِ
والحرائقَ البطيئةَ تنتقلُ
من أماكن المخيّماتِ المهجورةِ،
حيثُ الملائكةُ جامعو القمامةِ
تحومُ بأجنحةٍ ثقيلةٍ.
مِن مشاعري الحقيقيةِ
جعلتُ من نفسي قبيلةً،
و قبيلتي مبعثرةٌ!
كيف يتصالح القلبُ
مع وليمةِ خساراتِهِ؟
في الرياح الصَّاعدةِ
غبارٌ ممسوسٌ لأصدقائي،
أولئكَ الذين سَقطوا على طول الطَّريقِ،
رياحٌ لسَعتْ وجهِي ولذعتْني
ومع ذلك، أرحلُ و أعودُ،
مبتهجًا بعضَ الشيءِ،
وإرادتي سليمةٌ ترحل
أينمَا رَغِبْتُ،
وكلُّ حَجَرٍ علَى الطَّريقِ
يظل عزيزٌ عليَّ.
في أحْلَكِ لياليّ
عندما احتجبَ القمرُ
وتجولّتُ في الحُطامِ،
تغَشّاني صوتٌ
هالةٌ نُورانيَّة
وجهّني:
"عِشْ في الطبقاتِ،
وليسَ على البقايا".
بالرّغمِ مِن أنَّني
أفتقِرُ للفنِّ
لفهم شفرتِهِ،
لا شكّ أنَّ الفصلَ التاليَ
في كتاب تحولّاتي
مكتوبٌ سلَفاً.
لم أنتهِ بعْدُ من تغيُّراتي.