هناء حجازي جريدة الرياض، الخميس 9 ذو الحجة 1441هـ - 30 يوليو 2020م
قبل أيام عندما وقفنا على القبر المفتوح أنا وإخوتي لم نذرف دمعة واحدة، أصبحنا نعرف أن بئراً بذاك العمق لا تمتلئ بهكذا ماء. فبدأنا نبكي مثلما كان يبكي هو، بطريقة مختلفة، وغريبة ومفزعة، كان الماء يدخل إلى أعيننا ولا يعود.
هذه الكلمات مقتطفة من قطعة فنية غاية في البراعة كتبها مازن سرحان في رثاء أبيه. قال في نفس النص في عبارات سابقة، منذ أن غاب جدي حسين سرحان آخر مرة في العام 1413 لم يعد، وبكى عليه زامل بطريقة مختلفة وغريبة أفزعتني، حيث كان الماء يدخل إلى عينيه ولا يعود، أصبح هذا النوع من البكاء مألوفاً لدي الآن.
كتب مازن هذه الكلمات قبل أربع سنوات، لم أرها سوى هذا الأسبوع. وشعرت بكم الحزن الذي وضعه مازن في هذا النص.. شهقت وشعرت بالماء الذي يدخل إلى العيون ولا يعود.