‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل

13 سبتمبر 2024

حجَرٌ فلسفي - شريف بقنه

 
"عذابٌ، ومكانُ معاناةٍ، مرعبٌ" 
لويز جلوك، عن كتابةِ الشعر 

أكتبُ مالا أريدُ الحديثَ عنهُ انتحاراتٍ أخلّصُ فيها عصابيتي، ولاداتٍ أتماهى في أطوارِها وأتخلَّقُ، وأشعرُ بشلّالِ الفراغِ ينسكِبُ في رُوحِي ومُلاءةِ اللاجدوَى تُدثّر جسدي، وأشعرُ برأسي يخرجُ من رحِمٍ كما لو أنّ الأجسادَ الشعريةَ تكافحُ من أجلِ اقتحامِ الواقعِ بتعبيرِ بثارنيك. أكتبُ عندما يتلبسُني مأزقُ اللاأدرية وتفقِدُ الجاذبيةُ الأرضيةُ ماهيّتَها، يسقطُ القاع وأستحيلُ جسمًا مقذوفًا في خلويّةِ الكون. أرى الشّخصَ الذي لم أكنْه ممسوسًا بالحريَّةِ، مضادًا للألمِ، يتدلّى على حبالٍ وهميةٍ، وتصبحُ جميعُ المبرراتِ التي ابتدعتْهَا البشريةُ لتفسيرِ الوجودِ غيرَ حاسمةٍ بما يكفي لأتوقّفَ عنِ الكتابة. أكتبُ وفي أناي نزعةٌ شِعريةٌ متمّردةٌ ومُلحّةٌ يُفسِدُها التفلسفُ والمباشرة. أعرفُ ما يُفسِدُ شِعريَّتي؛ غيرَ أنّني لا أُطيقُ شعرًا لا يقولُ شيئًا أو شعرًا معلّبًا يستعبدُه اللَّحنُ. أحبُّ الشعرَ الذي يضربُ بالمنطقِ عرضَ الحائط، يسافرُ بلا بوصلةٍ أو خارطة، ورغمَ بوهميّتِهِ وصعلكتِه إلا أنَّهُ يتمثلُ الأستطيقا ويبنِي معماريتَهُ الخاصةَ على حجرٍ فلسفيٍّ تليد. لستُ فيلسوفًا ولكنّي شاعرٌ محفَزٌ بالفلسفةِ بتعبيرِ بيسوا. أكتبُ وأعانقُ اللحظةَ محرّفًا الوقت، غافلًا عنّي واعيًا بما حولِي، نابذًا يومي منغمسًا بكونِي، حرًّا حتى فيما يقعُ عليّ جبرًا، أرتدي الأبجديةَ وشاحًا جهنميًّا يشتعلُ من الداخلِ ويقضُّ سلامَ رُوحي الكسول، وتُحلّقُ بي الكلماتُ الى فردوسٍ أو جحيم.

١ أبريل ٢٠٢٤
شريف بقنه

صباحٌ جديد - شريف بقنه

شمسٌ تعوّلُ
على الماضي السّحيق،
ولا زِلْنا نردِّدُ كلَّ يومٍ  
"صباحٌ  جديد".
نصحُو 
بلا قصدٍ مثل حجِرٍ
بلا سببٍ مثل قدَرٍ، 
نلبس جسدًا لا نعرفُه
ونداولُ الأيّامَ خبزًا
يسدُّ رمقَ المتعبين. 
نهيمُ في عتمةِ اللَّيل، 
ونشجُبُ التّكرارَ لزمنٍ 
موبوءٍ بمرضِ التخلّي المرير. 
نحاولُ، نكدُّ ونكدحُ 
كي لانفعلَ شيئًا. 
نحاولُ والحدسُ دليلُنا
الحيرةُ كنزُنا، 
والمدى طَللٌ تناثرت 
فيهِ عظامُ البشرِ
تغشاهُ غيومٌ تخثّرت 
في حلقِ السّماءِ، 
والطّريقُ إلى اللهِ
مقطوعةٌ. 

22 يوليو 2024

حارسُ الفناءِ - شريف بقنه

أنا اسمِي وفمِي ويدِي  
صوتِي ومعطفِي 
تلك أشيائي، من أنا؟  
 يسألُنِي ظلِّي الناسكِ. 
معالجٌ جريحٌ
يجتاز المسافات الرّمادية 
يقدحُ شرارةَ  الوعي في خِدرِ الظَّلامِ، 
والنَّهارِ فرخٌ نائمٌ في عشِّهِ السِّرِّيّ 
والمحيطُ حوضٌ فارغٌ 
ينتظرُ فِرارَ حُورياتِهِ
من بطشِ أپولو وهرميس وآرتميس،
والانتباهُ المفرطُ يتدربُ على
بروفاتِ دراما اليومِ. 

أقاومُ الخرابَ وتلفَ الرُّوح
أناضلُ أسفلَ الجبلِ مع سيزيف
تتفرّسُ بي بيثيا،
 تخبرنُي أنَّ المِطرقةَ 
هشَّمتْ رأسَ الحكمة.
أستعملُ جسدًا ويفلتُ 
الوقتُ من يدي، 
لا أملكُ سوى إيمانٍ متقلّبٍ 
وقلقٍ مُطاردٍ فادحٍ. 

أنا حارسُ الفناءِ. 
طفرةُ الطّبيعةِ الشاردةِ
تبتكرُ تمرّدَهَا الصَّغيرَ         
ثم تُذعنُ للزَّوالِ،
تمتزجُ بنيازكِ التّلاشِي
تشارك الكونَ انفجاره الكبير.

17 يوليو 2024

جرف وراء العالم - شريف بقنه

١
وفي الحياة ستمتطي حصانًا هلاميًّا
سرجُه الوعيُّ وزمامُهُ الشكُّ 
وحدواتُهُ أوقاتٌ تسيلُ 
من كلِّ صوبٍ،
ستركضُ محاكاةً خطرةً 
ورحلةَ إلهاءٍ مستمرةً.
ستشقُّ طرقًا محفوفةً بالشُّرور 
ملغّمةً بالهلاوسِ والضلالاتِ
وكلُّ فكرةٍ ضلالةٌ
والخيرُ والشرُّ 
خيالاتٌ في عُرفِ الأبديةِ.
سيجري ينبوعُ الزَّمنِ 
من بينِ قدميْكَ، 
ولكنِ انظرْ إلى الدّهرِ 
ولا تنظرْ تحتَ قدميْك 
انظرْ إلى جرفٍ وراءَ العالم.
ستجدُ ملاكًا قدَمه مكسورةٌ 
وجماجمَ أسلافٍ مجذومين 
ومدينةً مطمورةً، 
وفي الأرضِ وصفٌ 
يُغني عنِ النَّدمِ.
ستفنِّدُ عقائدَ ودسائسَ 
واحتمالاتٍ وصرخاتٍ 
تحنّطت في ذرواتِها.
ستسحقُ إرادتُك كلَّ شيءٍ 
ما عدا الألمَ والموتَ والكآبةَ؛ 
خطايَا الحياةِ التي لا تُغتفرُ.
سترى طيفًا تهيّأ حقيقةً 
ولا حقيقةَ سوى المادةِ والتجربةِ 
وكلُّ ما يشتغلُ حولَكَ 
لا يعدو كونَهُ مسمارًا صغيرًا 
في ماكينةِ الحياةِ الهائلةِ 
أو صيغةً رياضيةً 
مرسلةً في فلواتِ السَّماءِ.

٢
كُنِ الغريبَ يخمرُ الرغبةَ
ويجمدُ اللحظةَ ساعةً للتجّلي،
أعرِضْ عن أطواقِ النجاةِ
أطواقِ القانعِ والعادي 
ولا تفعلْ شيئًا لأنك وجدتَهم يفعلون
اِبحثْ عن حريةٍ تجمعُ فوضاك.
كُنِ الصابرَ المفتونَ بالترقّبِ
 المؤجّلَ لموعدٍ غامضٍ
 المجبولَ على غيابِ الآخَرِ والأبدي.
و"اعلم أنَّ الألمَ هو الشرفُ الوحيدُ 
الذي لن تنالَ منه الأرضُ، ولا الجحيم" *
 وأنَّ الألمَ معبرُ العالمِ.
كُنِ العارفَ الذي يتفانى في شكِّهِ
 يحاججُ، ينقضُ، يقوّضُ
 يفرِشُ الأسلاكَ الشائكةَ 
في روضاتِ اليقين،
ليكن أعمقُ ما تثقُ به 
ألا تثقَ بشيءٍ 
وسجِّلْ شهادتَكَ فارغةً.
كُنِ الأزليَّ كاهنَ الأيامِ
رديفَ المطلقِ
سيّدَ السُّننِ،
قل كلمتَك وتحطَّم
واصنع سعادتَك 
بطلاوةٍ بفنائِك.


شريف بقنه
خميس مشيط
 ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣

_________________
*شارل بودلير

19 أبريل 2024

الشاعر - شريف بقنه

مِثْلُ راهبٍ ينصتُ للصّمت
أمضى الليالي في انتظارِ
معجزةٍ أو ملاك،
حتى أصبحت يدُه قصبةً
وجبهتُهُ ساحةَ حرب
وفاضَ قلبُهُ بحزنِ المراثي.

زمنٌ يعود إلى الخلفِ بالحركة البطيئة،
وهو يسير على شعرةٍ متقصفةٍ
بينَ الفنِّ والعبَث
يُروّضُ الوحشَ النائمَ في أناه
يتفقّدُه، ويمضي واثقًا بصرامةٍ
لا يسلُبُ إيمانَهُ أحدٌ.

يُخرِّبُ، ينقضُّ وينقلبُ
يسقطُ في قعرِ جحيمٍ باردٍ
يقوّضُ ذاتَهُ ويعود طفلًا جديدً
لا يلبثُ أن يشيخَ
في غُمّةِ الأبجديةِ والدلالة،
يضِيقُ ذرعًا بالكلمات
كلما حاصرتْهُ معضلةُ المصيرِ والضميرِ،
تسقطُ في جوفِهِ جمرةٌ ويجفُّ نهرٌ
وكلّمَا شقّتْ عليهِ المسألةُ
كلّما تشبَّثَ بها.

يطوي السِّنينَ في داخلِهِ
يتشنّجُ في نوباتٍ مازوخيةٍ
يستأنسُ بالجرحِ، يُفتَنُ بالذُّعرِ
وينهمكُ في نوائبِ الدَّهر.
يخرجُ بعد كلِّ شيءٍ جريحًا
زاهدًا في ألمِهِ، موقنًا بأنّه فعلَها
ورغمَ مخاضاتِهِ وعثراتِهِ
رغمًا عن النَّدمِ والبلاءِ والرَّوعةِ
لايزالُ يتركُ بابَهُ مخلوعًا للَّيلِ
في انتظارِ جنّيةٍ أو نبيٍّ.

سانتياغو، كاليفورنيا
١٤ نوفمبر ٢٠٢٣

11 أبريل 2024

مكانٌ شِبه عادي - شريف بُقنه

١
في مكانٍ شبهِ عاديّ
تلتقي بك طفلًا هائمًا بحاجة البكاء، 
تذوبُ في أثيرِ الوقتِ
في هذا الزّلال السَّائح
تسألُ الفراغَ عن كنهِهِ ولونهِ وغايتِهِ.
كيف ابتلعك، وإلى أين يأخذك، ولماذا عليك 
أنْ تقفَ أعزلَ في مواجهةِ العدَمِ وتتوسمَ الخيرَ مِن حولِك؟
فيخبرُك عن طيورٍ تحمي أعشاشَها في أعالي الجبال 
وكائناتٍ مِجهريةٍ تقبعُ مستعمراتُها في قِيعانِ المحيط 
يرسمُ لك دورةَ الماءِ والغيمِ والظِّل 
ويفسّرُ قوةَ الطّردِ المركزيِّ للأجرامِ
يقضي بعدالةِ الحربِ، وعشوائيةِ النّكباتِ 
ومجانيةِ الصُّدفِ والمسرّاتِ 
يخاطبُ جدليةَ الإرادةِ الحرة 
وأصالةَ الوجودِ، وأزليةَ الآلهةِ. 
أخيرًا 
يعرضُ عليكَ الفوزَ بالعادي المتاحِ
والاحتفاءَ بالعيشِ 
رغبةً مهدورةً بين أضلاعِك 
 لا تتشبثُ سوى في البقاء. 

٢
كيف تقبضُ على المعنى وأنتَ 
تطرقُ "الأبوابَ منَ الداخلِ" 
تتشبّثُ في المُطلقِ طويلًا
تظنُّ أنّك تفكُّ شفرةَ الغيْب، 
وكلُّ ما تفعلُه وما تظنُّ أنك فعلتَهُ 
شتاتٌ لرُوحِك وبطولةٌ في نفسِك، 
ثمةَ حتميةٌ تبشمُ بجبروتِها على قرارِك 
تسقطُ بظلالِها الفرسخيةِ على نورِ تصوراتِك 
"الأمرُ الواقعُ مذبحُ الإرادة"*.

شريف بُقنه


_______________
*اقتباس لنيتشه

أفيونُ السّعادة - شريف بقنه

١
نغمّي أعيننا الشاخصة، نتوسّل 
أحلامًا قادمة ومنىً مشتهاة
ونهاراتٍ نستجدي فيها عطايا السماء. 
نغضّ الطّرف عن سرّنا الكبير
"ما أوجع أن نكون أنفسنا! 
ما أضنى أن نبقى وحيدين!" 
نكظمُ خلجاتَنا المكبوتة ونحيبنا اليائس
نؤجّل أسئلةَ الليل ومآزقَنا الوجودية
لتغشانا لحظةُ النشوةِ الموغلة
نبتسمُ ملء شدقينا، سُذّجًا كسالى 
دهاةً وأذكياء، ندفعُ الوقت 
بابتسار اللذة. 

٢
سلبَ الانتحارُ أرواحًا حيارى
وتولّى الشرابُ والشيطان البقية* ، 
شربَتنا السعادة وأدمنّا أفيونها 
لذةٌ، شهوةٌ، شهرةٌ، ثروةٌ وفجور.
نكثت اليوتوبيا وعدَها ومن حينها 
نذرنا عداوةَ أنفسنا ودوزنّا 
لحنَ الشقاء، سفكنا دمَ الحواس 
على أسفلت المُدُن وهرْوَلنا
مهووسين، مُسبّحين بالمتعة 
ومضحّين بقربان النّزوات. 

٣
 شربتنا السعادة ولن ترتوي، 
 تظل تشربُنا لنظمأ ونمعن 
النّظَر في القشور،
نزدري كُنهَ المعنى! 
ونهدم برج التفاسير.


شريف بقنه

_______________
* "أخذ الانتحار الكثير. تولى الشراب والشيطان البقيّه" روبرت لويس ستيفنسون

04 أبريل 2024

حافةُ الغابة - شريف بقنه

يعودُ لحجرتِهِ في المساءِ،
يعودُ منَ المدينةِ الهائلةِ.
لا يكتفي بخلعِ قميصِهِ الرسمي،
بل يخلعُ عن رُوحِهِ أرديةً عديدةً
يخلعُ البسماتِ المتكلّفةَ، والنظراتِ الحذرةَ
الجدّيةَ المُفتعلةَ، والإشاراتِ الشاردةَ
ينفضُ قشورَ التملّقِ، وينزعُ جلدَ التزلُّفِ
يُعلّقُهُ على شمَّاعتَهِ.
كم رداءٍ عليهِ أنْ يخلعَ ليلتقيَ بنفسِهِ؟
كم رداءٍ يرتدي من أجلِهم كلَّ نهارٍ!
أرهقتْهُ المدينةُ الهائلةُ، وطوّقتْهُ
من قبْل أسوارُ عزلته.

كان قدِ اختارَ عزلةً تشبهُ حياةَ النُّسَّاكِ،
لكنْ ضلَّ الطريقَ، وعلِقَ في حافةِ الغابة
حبستْهُ نفسُه، وتشابكتْ أمامَهُ أغصانُهَا.
وجدَ أنَّهُ أكثرَ تعقيدًا من أن يُخضعَ نفسَهُ!
وجد تربةً قاتمةً غائرةً في صميمِ ذاتِه
معادنُ نبيلةٌ وبراثنُ سامةٌ وكمائنُ.
فآثرَ الفرارَ صوبَ المدينةِ الهائلةِ
ملتمسًا الصُلحَ البائنَ،
بيْدَ أنَّ المدينةَ مسرحٌ مكتظٌّ بالأقنعةِ
والجميعُ ممثلون.

هكذا يرتدي أدوارَهُ كلَّ صباحٍ
يستنزفُهُ اللثامُ وتسحقُهُ المادة.
يصعدُ قطارَ الحضارةِ مشمّرًا
مقتحمًا القرنَ الواحدَ والعشرين.

14 مارس 2024

رصاصُ الزمن - شريف بقنه

نشرت في مجلة اليمامة ٢٠٢٤/٢/١٥

١
تخليْنا عن أسئلةٍ عديدةٍ
وظلَّت بلا جوابٍ، تصالحْنا معها.
زهدنا عن أوهامٍ أخذتنا لحافةُ 
الرؤيا حتى ذبلت في ذواتِنا، 
وأهملنا حبلَ أحلامِنا الممتدَّ
منذُ أولِ يومٍ تسابقنا في  
ساحةِ المدرسة، منذُ أولِ 
لثغةٍ نطقَت بأمنياتنا.
ركضنا في لوثةِ الأيام
مسروقين مستلبين 
تسقطُ على أيدينا 
الدَّقائقُ والساعاتُ تباعًا 
تلقَى حتفَها برصاصِ الزَّمن.
حسِبنا السَّعادةَ مضيعةً للوقت
والطمأنينةَ مقبرةً وفخًّا، 
 لم نلتفتْ لخفَّتِنا ولا لطَيْشنا  
وأذعنَّا للرَّغبةِ والنَّزوةِ والشَّره.
بدّلنَا أجسادنَا مكائنَ نهمةٍ
تنهشُ الدَّربَ وتجترُّ الأجلَ.

 ٢
لا شيءَ أرضيٌّ في مدينتنا
خدَّرتْنا المدينةُ وحبستْنَا 
في أبراجٍ زجاجيةٍ، أزهقتْ 
أيامَنا في دوامةٍ فاسدةٍ 
يفوحُ منها الأرقُ والعرقُ 
وعوادمُ السّياراتِ.
كأنَّ المعنَى هامشٌ مؤجلٌ
والمتنَ حياةٌ نموتُها
نقطعُها ولا نعيشُها.
يا لها من جسارةٍ 
صمودنا في البقاء
كلُّ مرةٍ تتشظى أرواحُنا 
في ماديّةِ هذا العالَم.



08 سبتمبر 2023

رفقة هايدجر، معية باتيرسون - شريف بُقْنه

"Gathered" George dawnay
«كان ميّتًا! وعرضوا عليه الحياة مرة أخرى»  
 
أيُّ حياةٍ تلك التي تستحقُ التّكرار؟ 
هل دُفنتُ دونَ أن أدري مع موتى تي اس إيليوت في الأرضِ الخراب، حلمتُ بطفولتي واستجديت زخّةَ الخلاصِ من سماء عذرية زرقاء، هل رأيتُ الخوفَ في" حفنةٍ من تراب" وبُعثتُ من جديد! 
أيُّ معنًى مجيدٌ في حياتي السابقةِ يستحقُ التكرار!  
أبحث عن المعنى لأدلّ الطريق مصافحًا فيكتور فرانكل، أجرّه من مرفقه وقدمُه مغلولةٌ في قضبانِ زنزانته النازية. أبحثُ عن المعنى معيّة جوردين باتيرسون نناضلُ ضلالاتِ ما بعدَ الحداثةِ، ونثقُ بوجودِ سرديةٍ لهذا العالَم. أبحثُ ورسالة ريلكه للشاعرِ الشّاب منحوتةٌ في صدري، شجاعٌ بما يكفِي "أمامَ ما هو أغربُ وأبعثُ على الدهشةِ، وأقلُّ قابليةً للإيضاحِ".  
هل تكونُ حياتي القادمةُ محاكاةً لحياةِ إدغار الان بو؛ تموتُ فيها امرأةٌ جميلةٌ، وتلهمُهُ غرابًا أسودَ! وكأنَّ الحدَثَ برمّتِهِ متعةٌ شعريةٌ رومانسيةٌ سوداء، أم أعيشُ حياتي لأشهدَ مأساويتَها على طريقةِ شوبنهاور! وكأنّ المعنَى كلَّهُ نكايةٌ بالمعنى.  

هل أحببْتها - شريف بُقْنه

G.Dawnay - Apparition
تنظرُ إليها
وينبثق السؤال في أناك
هل أحببتها؟ 
أم أحببت نفسك؟

هل أحببتها
وتعثرتَ في مطبّاتِ الرَّغبة.
أحببتها مجموعةَ أعضاءٍ
تصيبُك بارتباكٍ، 
منحوتةٌ رومانيّةٌ 
تنضحُ بالصِّحةِ والحياةِ
تبعثُ كلَّ شيءٍ جديدًا طريًّا،
تجعلُك تشكرُ اللهَ 
لأنَّهُ ابتكرَ الموتَ 
حتَّى لا يذبلَ الجمال.

هل أحببْت سحرَها؟
لأنَّها المسكنُ والمنتهى.
ترمّمُ الخساراتِ 
وتقوّضُ الخيباتِ 
التي مُنيت بها رُوحُك
رغمًا عنِ الألَمِ
والضَّحِكاتِ الكاذبةَ
والضجرِ والموت.
لأنّها بستانُ نخيلٍ
في أرضِكَ المحترقةِ،
فضاء لازوردي
لسمائك المهتوكة.

هل أحببْت ما تقولُه؟
ما تمثّلُه في هذا العالَم!.
كينونةٌ واعيةٌ 
وموقفٌ وجودي،
امرأةٌ تتعالَى على مالا تعرفُه
تفتَح قوسًا ولا تغلقُه
وتشغلُ حياتَها بالنّومِ 
والملذاتِ وقراءةِ
ملارميه ودوستوفيسكي.

هل أحببتها؟
لأنك أحببت نفسَك. 

تهويمات وجودية - شريف بُقْنه

السّماءُ
حريقٌ أزرقُ
كوّةُ الأسرارِ ومعملُ اللَّايقين،
خزانةُ المعادلاتِ والقرارتِ المقدّسة. 

الأرضُ
كرةٌ قذفَها الحريقُ وضلّتِ الطّريق، 
كلّما تأمّلتُ فيها كلما وجدتُ 
أنها بلا جدوى.

الحياة 
محاولاتٌ مستميتةٌ للقبضِ على السّعادةِ.
مسيرةُ المجهولِ، حلقةُ الفوضى
نخبُ الحظِّ والجذلِ والسلوَى.

الموت 
هزيمةٌ غيرُ منطقيةٍ. 
نبيٌّ صامت، نهرُ العدَمِ 
يجري بين جنبينا. 

البشر 
تاريخٌ موجزٌ للأخطاءِ.  
سلالةُ التائهين، عبيدُ المزاج
وحرّاسُ الفناءِ. 

الحبُّ
رغبةُ أنْ يكونَ الجمال.
كلَّ ما هو صباحيّ. 
موقدٌ ناعمٌ وزغَبٌ خشنٌ. 

الوجعُ
فنُّ الحياةِ وخطؤُها. 
شامةُ الحُسنِ على وجنةِ الأيَّامِ. 

الفتنةُ 
كمالٌ معيبٌ، 
خطأٌ صحيحٌ.

الغايةُ
أنْ نجدَ الغايةَ. 

الصمتُ 
 كانڤسٌ فارغ، 
 صوتُ الأسرارِ 
ومقبرةُ الكلامِ.

النّهايةُ 
لا نذهبُ إليها
تأتي إلينا متى ما شاءت.

أنت.. المرآةُ
براءةُ الكونِ وغموضُه
عنفوانُه وفوضويتُه.

عزلةٌ مَهيبة - شريف بقنه

Jaime' Pondering Existential Dread Painting richard odabashian
وحيداً
في عزلة مهيبة مثل
حصانٍ حزين ينسحب بعيدًا،
عزلةٌ تذكر بأيام الخلق الأولى
عندما كان العالم مسرحًا
للتجارب والتشرّد والنزوات.
شاردًا في وسواسه
 مهادنًا المعنى
محمولًا على الريح
يسكنُهُ الشكّ أكثر من اليقين
وهل ثمّة من يقين؟
والمصير ماء وسؤال حزين:
هل تتعطل قوانين الفيزياء في الجنة؟
هل الخير خيرٌ له؟
هل الفكرة ممكنة بلا معجم كلماتها؟
ماذا لو كتب رامبو شيئاً بعد أن أكمل التاسعة عشر؟
أي حنجرة تلك التي تحدّث قلبه؟
كيف يغفر للموت والقدَر جاثيًا على ركبتيه!
ما أكثر السماء وما أقلّه.

17 يناير 2023

حلُمٌ بربري - شريف بقنه

Self by G.Dawnay
 "ها أنذا واقفاً بين يديك، لا أستطيع أن أفعل غير ذلك"
من صلاة اللاهوتي الألماني مارتن لوثر (١٤٣٨-١٥٤٦)

تعطّل الوقت ويبُس الكلام 
زمنٌ محبوس في قارورة 
والفم فوّهة مذعورة، 
جفتني الطمأنينةٌ  
منذ أن كُسرت جرّتي 
وانسكبت أقداري، 
ماذا عساني أفعل؟
 
أرسل بأجوبةٍ لسؤال مستحيل 
أروّض اللانهائية 
وأتخبأ في زاوية الدائرة 
أبحث فيّ عنّي
أجرّب خدعةَ الوعي تارةً
وأعبر وهم كينونتي
انقطع عن اللحظة 
أتوحّد في أوْج وعيي،
لا أتجنبه. 
تَخور فرائصي بأوجٍ باهظٍ
مربكٍ وثقيل. 
 
أشعرُ أنني لا أصلحُ لشيء
كيسٌ هلامي بقدمين 
أو بهلول بنخاعٍ شوكي 
تمضغني الدقائق علكةً عابرة
 أباري الأسئلة سجالًا لا ينتهي 
وينقصني قبَسُ الرشاد 
وسلوى المعنى. 
 
كل ما علي أن أزْجي الوقت 
أو ربما  يُزْجْيني، 
وتأخذ الطبيعة مجراها 
آكل، أنام وأقضي حاجتي
 منومٌ مغناطيسيًّا 
في هذا الحلم البربري.
 
مِنَ السّذاجةِ أن نفعلَ أي شيْءٍ بالكلمات 
والنجومُ ليسَت سِوى 
بصَقاتٍ منثورة في السّماء؛ 
يقول لي ماياكوفيسكي.
أتوقّف عن التفكير 
وأترك للموسيقى المهمة 
أنصت لصوتٍ بعيد: 
"سافر.. إياك أن تصل
الفائز من يقفز أعلى في المجهول"

06 يناير 2023

موعد غرامٍ مع التعب - شريف بُقْنه

By G.Dawnay
"لا أرى الطَّبيعةَ إلّا مشهدًا للخيرِ" رامبو

منذُ ابتكارِ فكرةِ الانتظار  
والأوقاتُ تشربُنا ماءً حيرانَ 
يقطُرُ من ثقوبِ أرواحِنا المُتعبةِ.  

منذُ نادمتْنَا الشُّرورُ: ألمٌ وحيرةٌ وموْت؛  
والعمُرُ ينحتُ بأنيابِهِ قسَماتِ وجوهِنا 
والأيّامُ تهزمُ أعظمَ آمالِنا  
تعضُّ على رقبةِ الحُلْمِ 
وتسمّر كفوف الغبطة  
بإزميلِ القدَرِ ومسمارِ الحظِّ   
بمطرقةِ الفوضى، 
رغم أنّهم أخبرونا أنَّ الفرَحَ  
ليسَ كثيرًا علينا، 
وكأنَّ الشَّكَّ والرَّجاءَ ضريبةُ  
أحلامِنا المنشودة  ورؤانا الموعودةِ.  

منذُ أكلنا تفاحةَ طفولتِنا 
ونحنُ ندفعُ ثمنَ الهواءِ عرَقًا جهنميًّا،  
رغم أنهم أخبرونا أنّ في الدّنيا  
طعمًا لا يُكتفى منه، أحلى  
منَ الملحِ وأصفى من العرَقِ.  
وكأنّ الدّرسَ لا يمكنُ تعلّمُه  
إلّا على الطّريقةِ الأقسى. 

منذُ آلافِ السنين ونحن  
أباطرةُ الموتِ سلاطينُ التبرُّمِ 
 نورِّثُ الخوفَ والحربَ والكسلَ، 
 لا نُولدُ جميلين.. يا للأسى!  
تنتخبُ الحياةُ الأرواحَ الجميلةَ  
وتمكرُ، تنصبُ فخاخَها خِلسةً 
تخدُّرنا باليومي وتسحقُنا بالشُّؤمِ،  
كائناتٌ هشةٌ سوداويةٌ ومؤقّتةٌ!.  
رغمَ أنَّهم أخبرونا أنَّ الحياةَ موعدُ غرامٍ 
وأنَّ صيفًا واحدًا يُنهي حصارَ ألفِ شتاءٍ.  
وكأنَّ السعادةَ مِنّةٌ والطمأنينةَ صدقة 
والطريقَ معبّدةٌ بالشوكِ والكمائن.

05 يناير 2023

جمالٌ مستهترٌ أنجزَهُ التَّعب

Automat, 1927 by Edward Hopper

"إنِّي رأيتُ اللَّيل يقدِّمُ كلَّ أوراقِ اللُّجوءِ
لشامةِ امرأةٍ وحيدةٍ." محمد عبدالباري 

مثقلةٌ بالخطايا
ولكنّكِ جميلةٌ، 
جمالٌ مستهترٌ أنجزَهُ التَّعبُ
لا يبوحُ إلَّا بسهوِ الأبدية، 
جمالٌ وحشيٌّ 
تركتْهُ أقدارٌ نزِقة
افترسهُ فمُ اللّيلِ ومزَجهُ 
غبارُ الزّرقةِ السّرمديّةِ. 
يُرعبُنِي مِثلُ هذا الجمالِ أحيانًا، 
يصطدمُ بي تيّارًا لا مرئيا 
يعسرُ على الفَهمِ، 
وأزعمُ أنَّ خطأً كونيًّا 
فادحًا لابدَّ وأنْ وقعَ 
خطأً نزيهًا وممتدحًا. 
هيبةُ المجهولِ ربّما
سحرُ الغامضِ ورهبةُ التّيهِ، 
يحدثُ هذا معي أيضًا، 
عند استماعي 
مقطوعةً لهانز زيمر 
عند تخشّبي مشدوهًا 
أمامَ لوحةٍ لا تُقدَّرُ بثمنٍ، 
وعندَ وقوفي
قربَ رأسِك.. متأملًا  
عينيكِ نائمتين. 

 شريف بقنه 

23 يونيو 2022

موجز اللاشيء - شريف بُقْنه

"لا نستطيعُ تعريفَ شيءٍ إلَّا عندما لا نعرفُ أيَّ شيءٍ عنهُ."
خورخي لويس بورخيس

١
في البَدءِ كانتِ الكلمةُ،
انسلخَ الزَّمنُ من ضلعِ المادةِ
واسْتُؤْنِفَ مهرجانُ الكونِ.
انشطاراتٌ، غبارٌ، لوثةٌ وأصباغٌ
أجرامٌ تُقذَفُ وغازاتٌ تفورُ
من حنجرةِ الوقتِ،
معادلاتُ الخلْقِ اِستوَتْ
ودارتْ عجلةُ التكوينِ.

٢
يحبسُني طيفٌ قطبيٌّ
أحاولُ التّسلُّلَ منهُ لاستعادةِ
ولو ومضةٍ قصيرةٍ منَ اللَّاشيءٍ
قبلَ أن تُلفَظَ الكلمةُ وتُشفَّرَ الألوانُ،
عندما كان الظَّلامُ ماكرًا مستبدًّا
والعدمُ غامضًا نرجسيًّا 
والأصواتُ جُذوعًا مصلوبةً 
على صدْرِ الصّمتِ.

10 فبراير 2022

اِشتغال النهار - شريف بقنه

١
نقِفُ.. على صخرةٍ مقذوفةٍ 
في فضاءٍ أثيري 
قبضةَ كون سرمدي.. يا للغرابة!
إلهي امنحنا المطرَ وقليلًا من الحظِّ، 
وسنقومُ بالبقيّة. 
 
٢
سبقَ وأنْ رأينا مثلَ هذا اليومَ، 
ينسربُ الزَّمانُ ويشتغلُ النهارُ
تُولدُ الأسماءُ وتتبدلُ اللّهجاتُ، 
نداولُ بعضَنا أسطورةً لنزدهرَ 
كلماتٌ فقط.. 
وماذا تفعلُ الكلماتُ؟ والحقيقةُ 
قابعةٌ خلفَ أسوارِ اللُّغة. 
 

10 ديسمبر 2021

حروبٌ وقُبُلات


١
الفنُّ نافذةُ السموِّ  
ونافذتي تُطلُّ على بستانٍ 
على اللّوحة الأصليةِ بالألوان
ريحٌ وطينٌ، طيرٌ وتينٌ
 تسبيحُةُ الأشجار 
تفيضُ من سائلٍ برزخيٍّ 
سكبَهُ اللهُ وسمَّاهُ النَّهار، 
تودُّ الحصاةُ لو تتسلّقُ بتلاتِ الزهرةِ
تودُّ الزّهرةُ لو تمتطي جناحَيِّ الفراشة. 
وعندَ المساءِ، 
تهبُّ عاصفةُ الأوانِ
تكشطُ قشورَ المكانِ 
وتلفُظُ سائرَ الزَّمانِ 
يسقطُ ألفُ ألفِ عامٍ
شفقةٌ وغضبٌ 
حروبٌ وقُبُلات
نحيبٌ وسلوان.
دهرٌ يقصم عنقَ الأمان
يثقبُ رئةَ اللحظةِ وينزعُ القمصان 
"في ليالي الرَّبيعِ القارصةِ حينَ تتفتحُ الأوراقُ
يتغلغلُ في العالمِ كلُّ ما هو مميتٌ"*  وريّان.  
٢
لم تكنِ السنين حنونةً على وجهِ العجوزِ، 
تجنّبْ وطأةَ الزمنِ
واحذرْ شفرةِ السؤال
أنت موجودٌ! ولا شيءَ يمكنُ عملُه
تجترحُ المعاني وتذرفُ الأهوال.
تذرِي الشكوكُ في هياج روحك،
وتمضي بك الحياةُ 
على طريقة «الطيار الآلي» 
ترتجلُ أجنحتك 
تحملُك وتلقي بك
صلصالًا مأسورًا 
في قصتك التي كتبت
واعتقدت أنها خلاصُك الختّال، 
تكرّرُ أخطاءك
ولديك تلك القناعةُ الغريزيةُ 
أن كلّ شيءٍ يُصلح ذاتَه تلقائيًّا. 
تمضي الحياةُ بالتباسِها ولغطِها 
ولا تُفشي سرَّها
كذلك هي الغايةُ المراوغةُ للجمال
رموزٌ ‏تستعصي على الفهم والاحتمال. 
 
٣
ضع نقطةَ انتهاءِ الجُملة
 قبل اكتمال المعنى،
أشعلِ النّارَ في طريق الدليل
 وللعابرين دخانُ التأويل 
لا شيءَ مُكتملٌ 
وإنما رُتوشُ احتمالات.
زمنٌ طويلٌ 
وكونٌ فسيحٌ 
وأقفاصٌ من ريح 
لا يفلتُ منها سوى الشِعْر 
يلبس الأيامَ قفطانًا 
وينفخُ في الرُّوح 
قيامتَها المرتجاةَ،
يطوي المسافةَ 
بين الحُلم والوعيِّ 
ويفسحُ الطريقَ 
لجنّةِ الخطايا.

٢٩ سبتمبر ٢٠٢١
شريف بقنه
________________________
تي اس ايليوت

04 يونيو 2021

حياةٌ مجانيّةٌ - شريف بُقنه


قال له عندَ بوابةِ العالَمِ:
لن ترى ما أراهُ ولن أرى ما تراه
وثَمَّةَ ألف عامٍ لن يراها أحَد.
الليلُ نهارٌ هجرتْه عشيقتُهُ فأظلمَ
تنتخبه الذّئابُ لتعويَ مكبّرةً في رأسك:
"انكأ جرحَك واندمْ على ما فات"
لأنّك حرٌ طليقٌ مرشوقٌ في الشتات،
حرٌّ حتى أنّك لن تعرفَ كيف تتدبّر حريّتَك؟
لك الحياةُ مجانيّةً بامتدادِ السماءِ
التي أوصدتِ الجهاتِ
مثل دَرفةٍ هائلةٍ مجهولةٍ ومنسيّةٍ،
سلسلةٌ مفلوتةٌ من المصادفاتِ
ليسَ ثمّةَ من يقينٍ فيها
كلُّ شَيْءٍ ضَربُ تَخْمينٍ
وغايةُ أن تنتهيَ من شيءٍ أن تبدأ آخرًا،
كلُّ شيءٍ "عالقٌ كقطراتِ النّدى على أنصالِ العشب.*"